responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 219
باطنهم
وَاعلم انا لَقَدْ أَرْسَلْنا رسلا من مقام جودنا ولطفنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ وايدناهم بآيات ظاهرة ومعجزات باهرة فكذبوهم فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ رجاء ان يتضرعوا إلينا ويلتجئوا نحونا فلم يتضرعوا ولم يلتجئوا
فَلَوْلا وهلا إِذْ جاءَهُمْ اى لهؤلاء المصرين المعاندين بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وما هو من عدم تأثرهم من البأساء والضراء بل يتأثرون وينزعجون وَلكِنْ قد قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وغلظت غشاوتهم وَزَيَّنَ اى حبب وحسن لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ من عدم المبالات بآيات الله وتكذيب رسله والاعراض عن دينه
فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ من البأساء والضراء ولم يتذكروا ولم يتعظوا بها فَتَحْنا عَلَيْهِمْ ابتلاء وفتنة أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ نافع لهم وخير وامهلناهم عليها زمانا حَتَّى إِذا فَرِحُوا واعجبوا بِما أُوتُوا مترفهين متنعمين بطرين مغرورين بالنعم ناسين المنعم بالمرة أَخَذْناهُمْ بأنواع البلاء بَغْتَةً فجاءة فَإِذا هُمْ حينئذ مُبْلِسُونَ متحسرون آيسون خائبون محرومون
فَقُطِعَ واستؤصل هكذا دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وصاروا بترا مقطوعين العقب بحيث لم يبق من خلفهم من استخلفهم واستدبرهم وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ على هلاكهم واستئصالهم الى حيث لم يبق منهم ومن شؤم كفرهم ونفاقهم على وجه الأرض شائبة
قُلْ لهم يا أكمل الرسل ايضا امحاضا للنصح لعلهم ينتبهون أَرَأَيْتُمْ أخبروني إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ فاصمكم وَأَبْصارَكُمْ فاعماكم وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ بغطاء الغفلة بحيث لا تحسون ولا تفهمون شيأ أصلا مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ الواحد الأحد القادر المقتدر يَأْتِيكُمْ ويرجعكم بِهِ اى بالمأخوذ انْظُرْ ايها الناظر المعتبر كَيْفَ نُصَرِّفُ ونكرر لهم الْآياتِ كي يتنبهوا تارة عقلا وتارة تذكيرا وعظة وتارة عبرا وأمثالا ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ اى ثم انظر كيف يعرضون عن جميعها من قساوة قلوبهم وخبث طينتهم
قُلْ لهم ايضا أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ المنتقم الغيور بَغْتَةً بلا سبق مقدمة وامارة أَوْ جَهْرَةً اى بسبق المقدمات والأمارات هَلْ يُهْلَكُ اى ما يهلك بأمثال هذا العذاب الفجائى والجهرى إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ الخارجون عن مقتضى أوامر الله ونواهيه الجارية على السنة رسله المؤيدين من عنده
وَكيف لا نهلك الظالمين ولا نعذبهم إذ ما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ لمن آمن بنا وامتثل باوامرنا واجتنب عن نواهينا وَمُنْذِرِينَ لمن لم يؤمن ولم يمتثل ولم يجتنب فَمَنْ آمَنَ منهم بعد ما سمع الدعوة من السنة الرسل وَأَصْلَحَ بالإيمان والتوبة ما أفسد من قبل من الكفر والعصيان فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ حين وصولهم إلينا وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ من سوء المنقلب والمآب
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا المنزلة على رسلنا ولم يعملوا بمقتضاها منكرين عليها يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ اى يحيطهم العذاب من جميع جوانبهم بِما كانُوا يَفْسُقُونَ اى بشؤم فسقهم وخروجهم عن مقتضى الأوامر والنواهي
قُلْ لهم يا أكمل الرسل كلاما ناشئا عن محض الحكمة تليينا لقلوبهم القاسية لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ العليم الحكيم اى جميع مراداته ومقدوراته وَلا أَعْلَمُ انا ايضا الْغَيْبَ اى جميعه إذ هما مما استأثر الله به لا يحوم حوله احد من خلقه وَايضا لا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إذ انا بشر من جنسكم بل أقول لكم إِنْ أَتَّبِعُ اى ما اتبع وما اقتدى إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ من عنده سبحانه لابلغكم وأخبركم باذنه والهداية والضلال بيد الله الكبير المتعال يهدى من يشاء ويضل من يشاء وان أنكروا لياقة البشر لوحى الله

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست